lundi 23 janvier 2017

آفات على الطريق

الآفة الاولـى : الـخـوف من وحـشـة الـتـفـرد : قال بعض السلف : عليك بطريق الهدى ولا يضرنك قلة السالكين , واياك وطرق الضلالة ولا يغرنك كثرة الهالكين . ومن سنن الله الربانية الكونية ان اهل الحق دائما قلة .. هذا اصل ينبغى الا يفوتك , قال الله تعالى : " إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ " ( ص: 24 ) . وقال سبحانه وتعالى : " وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " ( سبا : 13 ) . وعلى العكس : تجد وصف الكثرة دوما مع اهل الباطل , قال الله تعالى "وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ " ( الاعراف : 102 ) , وقال سبحانه " وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ " ( يوسف : 103 ) وقال سبحانه وتعالى " وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ " ( الانعام : 116 ) وقال سبحانه وتعالى " وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ " ( المائدة : 49 ) . فاذا تبين لك ذلك فاياك ان تستوحش من قلة السائرين معك على الطريق , فان اكثر السائرين نكصوا على اعقابهم حسن رأوا الجمهرة الغالبة على عكس طريق السير او على جنبات هذا الصراط .. فاثبت ولا تحزن .

الآفـة الـثانيـة : فـضـول الـكـلام والـخلطـة : وهذه اخطر تلك الافات .. فضول الكلام والخلطة اكثر من الحاجة .. ان يصير لقاء الناس شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود , وقد قيل : اذا رايت نفسك تأنس بالخلق وتستوحش من الخلوة , فاعلم انك لا تصلح لله .. وان من علامات الافلاس الاستئناس بالناس . وللعزلة – ايها الاخ الكريم – مزايا , فان الاجتماع بالناس لا يخلو من افات اهونها ان تتزين للخلق وقد ذكر عن بعض اهل الحديث انه قال : لان القى الشيطان احب ألىّ من ان القى حذيفة المرعشى اخشى ان اتزين له فأسقط من عين الله .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire